الخارجية الأمريكية ومستقبل الإدارة الذاتية

إن بيان الخارجية الأمريكية والذي صدر “عقب لقاءاتٍ عقدها مسؤولون أمريكيون مع عددٍ من ممثلي الدول الأوروبية والعربية الفاعلة في الشأن السوري”، أفاد؛ “بأنّ المؤتمرين قد أكدوا دعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره. فضلاً عن دعمهم تنفيذ جميع جوانب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بما في ذلك الوقف الفوري لإطلاق النار على الصعيد الوطني، والإفراج عن المعتقلين تعسفيّاً، وإيصال المساعدات دون عوائق وبشكلٍ آمن”. وجاء في البيان أيضاً؛ وبحسب مصدرٍ تابعٍ للخارجية الأمريكية، فقد رحّب المجتمعون بالإحاطة التي قدّمها المبعوث الأممي الخاص لسوريا، غير بيديرسن، وتعهّدوا بمضاعفة دعم جهوده المستمرّة. بما في ذلك في اللجنة الدستورية، لإشراك جميع الأطراف وإحراز تقدمٍ نحو حل سياسي للأزمة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وممارسة أقصى الضغوطات، من أجل المساءلة عن الجرائم الأكثر خطورة”. إن الملفت في بيان الخارجية الأمريكية هي الفقرة الجديدة والتي ربما تأتي بهذه الصياغة؛ “إشراك جميع الأطراف وإحراز تقدمٍ نحو حل سياسي للأزمة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254” حيث هنا التأكيد على “إشراك الجميع” وهي إشارة واضحة بأن من يشاركون في مناقشات “اللجنة الدستورية” لا يشملون جميع الأطراف السورية.

وبالتالي يجب إشراك الآخرين أيضاً وأعتقد بأن الإدارة الذاتية أحد أهم الآخرين الذين سوف يكون لهم دورهم ومشاركتهم في الحوارات المستقبلية، إن كانت باللجنة الدستورية، كما أشارت إليه الخارجية الروسية بدورها عند زيارة وفد الإدارة الذاتية مؤخراً لموسكو، أو وفق صياغات أخرى أشار إليها المبعوث الدولي بيدرسون وذلك في آخر تصريح له حينما قال وبما معناه؛ بأن “اللجنة الدستورية قد لا تقدم الحل الشامل، لكنها بالتأكيد بوابة لها”.. بكل الأحوال، يبدو هناك جهود ومساع جادة في إشراك الإدارة الذاتية في الحل السياسي السوري بطريقة أو أخرى وهي رسالة واضحة لكل من كان يراهن على مقولة ساذجة وغبية؛ بأن “الإدارة وقسد ومسد ليسوا إلا أدوات وسينتهي دورهم قريباً” حيث الأيام أثبتت بأنها -أي الإدارة الذاتية- باتت أحد أهم المكونات الوطنية السورية وبالتالي يجب أن تكون لها دورها وبصمتها السياسية وليس فقط العسكرية في الشأن السوري العام ومخرجات الحل النهائي وهو تأكيد آخر جديد؛ بأن للأمريكان فضلهم في جعل الكرد أحد اللاعبين السياسيين الجدد بالمنطقة وذلك على غرار تجربة البلدان العربية وفضل بريطانيا عليهم في تخلصهم من نير الاحتلال التركي العثماني.

وإليكم رابط بيان الخارجية الأمريكية

أضف تعليق