ماذا فعلت سياط الجلادين بالسورييين؟!

عندما نقول بأن الجغرافيا السورية باتت مقسمة وخاضعة لثلاث “سلطات أمر واقع”، فهو ليس اكتشافاً وكذلك بأن تحت نفوذ كل سلطة من السلطات الثلاث من هو غير منسجم إثنياً أو طائفياً سياسياً مع السلطة الحاكمة؛ كأن يكون في منطقة الاحتلال التركي “كردي علماني” كان قريب -وما زال من الإدارة الذاتية أو من الفكر القومي بالعموم- أو أن يكون في مناطق النظام “عربي سني” يعتبر جماعة المعارضة الإخوانية أقرب له من النظام، أو يكون هناك “قومي بعثي أسدي أو صدامي” في مناطق الإدارة الذاتية، فإن هذه الشخصيات الثلاث هي واقعاً تحت قبضة سلطة لا تنسجم مع مبادئه وقناعاته، لكن هو بنفس الوقت مجبر على أحد الخيارين؛ إما المجاهرة بذلك وبالتالي تعريض نفسه للاعتقال وربما الموت أو السبوت والسكوت و”بلع الموس ع الحدين”.

لكن إن كانت تلك الشخصية اعتبارية؛ اقتصادياً أو سياسياً اجتماعياً أو مثقف له بعض الخربشات الكتابية والفزلكات الكلامية، فإنه سيتعرض للكثير من الملاحقة والضغط من قبل سلطات أمر الواقع الحاكمة بمنطقته وذلك لإبداء موقف المؤيد والمتضامن معهم ومع سياساتهم وإعطاء وجه “ديمقراطي إنساني” لهم، وإلا سيكون مصيره الاعتقال أو النفي والتهجير بأهون الأحوال.. نعم المشكلة ليس لدى ذاك المواطن المغلوب على أمره، بل في غياب الثقافة والوعي الوطني الديمقراطي حيث كل طرف يريدك وفق مسطرته، كما قاطع الطريق اليوناني، فوالله لو سنحت الظروف لذاك القومجي البعثي الصدامي في مناطق الإدارة الذاتية، وبدل المدح في الأمة الديمقراطية، للعن سلسبيل الأمة وقال قبل الجميع؛ أنتم “أمة قرباطية” وكذلك ذاك القومجي الكردي مع الاحتلال التركي والثورجي السني مع النظام السوري، لكن سياط الجلاد تجعلهم يقولون غير ما به مقتنعون

أضف تعليق