ما الجديد في المشهدين الكردي والسوري؟

ماذا يمكن لأحدنا أن يقرأ من التحركات الأخيرة لكل من تركيا والروس وذلك على عدد من الصعد والمحاور حيث تركيا وبعد إنهيار الليرة التركية وإعتراف أردوغان بفشل سياساته الاقتصادية بدء بالتنازل للمحور السعودي المصري الإماراتي وكانت زيارة ولي عهد الأخيرة مؤخراً لتركيا وتصريح أردوغان بتصحيح العلاقة مع كل من مصر والسعودية أيضاً وكانت من نتائجها المباشرة قطع الأوكسجين عن إخوان اليمن وذلك بحكم الدور الفاعل لكل من الإمارات والسعودية في الحرب الأهلية هناك والتي جعلت تركيا تطلب من إخوانها الرحيل أو على الأقل توقيف كل نشاط لهم، بل المتابعين لشأن صراعات المنطقة ذهبوا للأبعاد وقالوا؛ إن كان اليوم الدور على إخوان اليمن فغداً يكون الدور على إخوان مصر وسوريا أيضاً وربما سماح تركيا لشخص مثل الرحال أن يتحدث من عاصمته الاقتصادية استانبول وبتلك الحدية ضد الانتهاكات والجرائم التي تحدث في مناطق ما تسمى ب”المحررة” والتابعة للإئتلاف الوطني هي إشارة أولية برفع الغطاء عن إخوان سوريا وهي المهيمنة حالياً على “المعارضة” بحيث تبرأ نفسها من خلال إلقاء اللوم بتلك الانتهاكات على تلك الفصائل، رغم معرفتنا بأن تلك الميليشيات لا يمكن لها التحرك دون أوامر تركية!

وبالمقابل هناك تحرك روسي نحو القوى والأطراف الكردية بشقيه؛ الإدارة الذاتية والمجلس الوطني وبموافقة أمريكية ومؤخراً زيارة بكدانوف لإقليم كردستان واللقاء مع قادتها وعلى رأسهم الرئيس مسعود بارزاني وذلك بهدف إخراج المجلس الوطني من الإئتلاف وجعله شريكاً مع الطرف الكردي الآخر في الحوار مع النظام السوري، بحسب ما ترشحت من أخبار، مما يجعلنا نستشف من هذه التحركات؛ بأن هناك نوع من المقاربة الجديدة لحل الأزمة السورية بتشكيل أجساد وكتل جديدة قادرة على الجلوس معاً حول طاولة المفاوضات وربما تكون أحد السيناريوهات بضم المجلس الكردي للإدارة والحوار مع النظام مع المضي قدماً في حوار جنيف بين المعارضة والنظام بحيث يكون هناك أكثر من مسار تفاوضي ولا يستبعد أن يتم تشكيل أجساد أخرى كما قلنا، لا نقول بديلة للإئتلاف لكن ربما بتوسيع هذا الأخير ليحقق توازناً بعد أن هيمن عليها الإخوان -المحور القطري التركي- فهل سينجح الروس والأتراك في هذا المسعى بضوء أخضر أمريكي، وهل حان الوقت ليراجع الجميع حساباته؛ بأن لا مفر القبول بالحلول الوسطى وأين دور المحور الإيراني.. للأسف ما زال النفق مظلماً ولا بصيص أمل كبير في الأفق

أضف تعليق