هل أوجلان بدون ذنوب؟!

هل أوجلان بدون ذنوب؟!
يوم أمس كتبت بوستاً قصيراً تحت عنوان؛ “أوجلان؛ ألا يكفيه ربع قرن من الاعتقال لغسل ذنوبه؟!”، فجاءني عدد من التعليقات وهي تسأل باستنكار وإستغراب؛ وهل هناك ذنوب لأوجلان، وقد طلب أحدهم مني أن أذكر تلك الذنوب، بل إن أحدهم هددني بكتابة مقال طويل يكشف فيه عما أضمره من نوايا، ربما يعتقدها حاقدة كامنة بين السطور ضد أوجلان والمنظومة الكردستانية.. طبعاً لم أستغرب تلك الردود المتشنجة، بل ربما لو كان كاتب المقال شخصاً آخر لكان وجه إليه الكثير من الشتائم والمسبات ولكن الشباب الله يعطيهم العافية حفظوا للعشرة ولكتاباتي الداعمة لهم ولمواقفهم مكانة ولم يشتموني على ذاك العنوان، طبعاً لست هنا بوارد الدفاع عن البوست وكذلك لست بوارد الدخول في متاهة الأخذ والرد وتعداد “ذنوب” الرجل، كما طلبها أحدهم، بل فقط أريد أن أذكر بمسألة نعرفها جميعاً؛ بأن لا أحد منّا بدون أخطاء و”ذنوب” وذلك مهما كان نزيهاً نقياً مخلصاً، بل حتى أتباع الديانات لم ينزهوا أنبيائهم من الأخطاء ولم يعتبرونهم معصومين من الخطأ، لكن يبدو أن أتباع ومريدي الديانات الجديدة؛ الأحزاب، يجدون زعمائهم أكثر معصوميةً ونزاهةً حتى من أنبياء أولئك المريدين للديانات السابقة، فهل رأيتم حجم التبعية والولاء للزعيم والقائد المفدى الذي لا يأتيه الباطل لا من الأمام ولا من الخلف.

بالمناسبة البوست جاء تحت ذاك العنوان أساساً كنوع من الرد على خصوم الأوجلانية لنقول لهم؛ طيب يا أخي كلنا لنا ذنوبنا وعلى إفتراض أن الرجل أرتكب تلك الذنوب التي تقولون بها، لكن ألا يكفيه إنه يدفع ثمن وقوفه مدافعاً عن قضايا شعبنا سجناً، ومنذ ربع قرن، وبالتالي لتتشفع للرجل ضد تلك الاتهامات، فهل هكذا يكافأ من يضع حياته وفكره في خدمة قضايا شعبه لنيل الحرية والاستقلال.. نعم البوست كان يهدف لطرح هذه الفكرة، لكن التبعية العمياء تجعل المرء أن لا يرى النقاط المضيئة، بل اسود الليل الظلماء وللأسف. وبالمناسبة استخدمت مصطلح الذنوب بدل الأخطاء بطريقة مقصودة مع العلم استخدام الذنوب تكون السياقات المعروفة في الخطاب الديني، بينما الأخطاء تستخدم في الخطاب السياسي، لكن وكما نرى بأن المريدين الجدد لأحزابنا لا يختلفون كثيراً في السلوك والتبعية عن مريدي الأديان القديمة، بل ربما البعض يبزّ أولئك في التشدد والتطرف ولذلك جاء استخدام الذنوب عوضاً عن الأخطاء.. للعلم والتنويه؛ قام الفيسبوك بحذف بوستي وبعد اعتراضي على القرار أعيد نشره مجدداً، طبعاً هذه التدخلات من جانب الفيسبوك نتيجة هيمنة جماعة الاخوان على القسم العربي، مما يمكن أن نقول؛ بأن هناك استجحاش رقمي خوارزمي يجعلنا نعيد صياغة بعض كتاباتنا!

أضف تعليق