عشيرة شيخان2

العشائر الكوردية
ــــــــــــــــــــــــــــــــ في عفرين: إننا سوف نتناول في هذه الحلقة عن العشائر الكوردية، الجزء الثاني في الكتابة عن عشيرة (شيخان) وسوف نتناول أهم العائلات والزعامات داخل هذه العشيرة الكوردية:

أهم عائلات وزعامات 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ عشيرة شيخان: يكتب الأستاذ (محمد عبدو علي) في مؤلفه “جبل الكرد” بخصوص الموضوع ما يلي: “انتقلت الزعامة على عشيرة شيخان في ج.الكرد بين عدد من العائلات، ولم تنفرد إحداها بزعامتها. وفيما يلي لمحة موجزة عن تلك العائلات مع ذكر أبـرز زعمائهـا قديما وحديثا، وبعض الأحداث الهامة المرتبطة بها).

_ مالا دويكى (Mala Diwîkê):
ويقول عنها المصدر السابق؛ “يبدو أنها من أقدم عائلات شيخان وزعمائهم في ج.الكرد. قريتهم هـي Etmana’ ويوجد منهم في الجانب التركي من الحدود. وفي سنوات الحكم العثمـاني كـان مـنهم بكوات، مثل علي بك، وحمل حفيده داود Tawid مرتبة باي بك العثمانية. ولهذه العائلة أملاك واسعة في سهل ليجه(1) على الجانب التركي من الحدود، وهم يحصلون على ريع بسيط لقاءها من السلطات التركية. وقد تبدلت أحوالهم كثيـرا فـي هذه المرحلة، وتحول أبناؤها إلى فلاحين عاديين لا يميزهم سوى الماضي المعـروف لعائلتهم، ومن هذه العائلة السيد “حسن ألـي” Ĥesenê Elê مختـار قريـة Etmana’ خلال 70 سنة تقريبا.

_ مالا رهَ شْ آغا (Mala Reş aĝa):
مركزهم الرئيسي قرية “گوميت” التي بقيت داخل الحدود التركيـة. وقـد هـدم
الأتراك منازلها بحجة قربها من الحدود. وتقول الرواية المحلية إن ظهور آل رش آغا بين الشيخان يبدأ مـن “رش آغـا” كصاحب مقام ديني وليس كإرثٍ عائلي ومن زعمائهم المعروفين في القرن التاسع عشر “بكر آغا“، الذي قتل في نـواحي بلبل في قتالهم مع آل حج أومر. وأبرز زعمائهم في القرن العشرين هو: حسين عوني، الذي انتخب نائبا في البرلمان السوري عن ج.الكرد في عام 1936 بمسـاندة الحركـة المريدية. وكان حسين عوني من أنصار ضم لواء اسكندرونة إلى تركيا، وبقـي فيهـا معظم أفراد عائلته، وتوفي هناك سنة 1994 عن عمر ناهز التسعين عاما. وله شقيقان؛ رشيد وله ولدان: علي متوفي، ومراد يقيم في أنقرة. وأوسـمان وولده سعيد ره ش آغا عضو سابق في البرلمان التركي عن حزب الشعب “حزب عصـمت إينونـو ” خليفـة مصطفى كمال. أما حسين عوني فله ولدان: كمال، وابن آخر طبيب جراح معروف. وكان مـنهم عضو في البرلمان التركي عن ولاية إنطاكية: عمر فوزي بن عمر. ولا يزال آل ر ش آغا يملكون أراض واسعة في الجانب الآخر من الحدود، ولهـم مكانة اجتماعية معروفة. ولحسين عوني أُخت وحيدة على قيد الحياة تعيش في سوريا، هي شيخ فهيمة “فهيمة خاتون“، وتسكن قريـة “ميركـان Mîrka” التابعـة لناحيـة معبطلي، وينوف عمرها عن الثمانين عاما.

_ آل سينو (Mala Sînê) وعلى سورو (Soro):
يقطنون قرى ميدانيات، وهي عائلة قديمة ومعروفة وفيهم بكوات. تضامن خليـل آغا مع المريدين، خلافاً لشقيقه موس آغا الذي عاداهم، فقتل في عام 1937.

_ آغا موسى (Mala Mûsî ‘Eynê):
تنسب هذه العائلة إلى رجل حكيم يـدعى Mûsî ‘Eynê، وهـم يسـكنون قريـة Maseka وبلدة راجو. ومن هذه العائلة موسى نعسان، رئيس ما تبقى من أنصار حركة المريدين في سوريا وتركيا، وهو يقيم في مدينة حلب. كما كان منها رجال أشداء مثـل Kêl Meĥmûd و Ĥecîkê Şomê.

_ مالا بلي ره ش (Mala Bilî Reşê):
من قدماء شيخان، ويسكنون قراهم: Kurê و Kum reşê غربي راجـو. ومـن مشاهيرهم حيدر آغا.

_ آل حنيف آغا:
يقيمون في قرية حج خليل بالجوار الشرقي من بلدة راجو. وهي مـن عـائلات شيخان المعروفة، وسمى جميل كنه حنيف آغا في عام 1923 بزعيم عشيرة شيخان.

_ آل (جعفر، سمو، إيبش):
هم ثلاثة إخوة ويجمعهم أخ رابع خارج منطقة عفرين ويكتب الصديق (محمد عبدو علي) عن كل من عائلة جعفر ويقول: “عائلة حديثة العهد، يعود ظهورها إلى أواخر القرن التاسع عشر، وهـي تقطـن قرية معمل أوشاغي مع أولاد عمومتهم من بيت “إيبش وسمو وعلي بك“، ولهـم أولاد عمومة في نواحي جسر الشغور، يقال لهم “آل شعبان” نسبة إلى شعبان الأخ الرابع لـ“إيبش وجعفر وسمو“. ارتبط اسم آل جعفر بنزاعات داميـة فـي عشـرينات القـرن الماضي، راح ضحيتها أكثر من ثمانين شخصا. ومن رجال آل جعفر البارزين في منتصف القرن العشرين أحمد خليل آغا الـذي توفي عام 1984، وكان له عشرات من الرجال المسلحين في العهـد الفرنسـي فـي سوريا، ورشح نفسه إلى البرلمان السوري في انتخابات عام 1954، دون الفوز فيهـا. وابنه خليل هو مختار قرية معمل أوشاغي، ولايزال يسكن دار جده المبنية عام 1318 للهجرة/1900م“.

وكذلك عن الأخ الآخر فيقول: “أما آل سمو فهم ينتشرون بين قرى “معمل أوشاغي وچقليات“، ووجهها المعروف هو أنور سمو الذي انتخب على قائمة الحركة الديمقراطية الكردية عـام 1976 ممـثلا عن منطقة عفرين في مجلس محافظة حلب. ومن عائلة سمو برز اسم الفقيد محمد بكر الذي اشتهر بنضاله السياسي واهتمامه المتميز باللغة الكردية وآدابها، توفي في السـويد عام 1994 ودفن في مسقط رأسه قرية Çeqelê Ortê. وينتمي إلى هذه العائلة المجاهد حسن إيبش، الذي خاض مع مقاتليه معارك عديدة ضد القوات الفرنسية” وكذلك فإن الفنان التشكيلي الكوردي المعروف الصديق (عنايت عطار) ينتمي لهذه العائلة ويبدو أن الدكتور محمد عبدو نسي أو لا يملك تلك المعلومة ليضيفه إلى العائلة.

بينما الدكتور (محمد عبدو) لا يذكر شيء في مؤلفه “جبل الكرد” عن الأخ الثالث (إيبش) والذي غادر معمل أوشاغي نتيجة صراعات العائلة كما ذكر في عشرينيات القرن الماضي ليسكن قرية جقلي تحتاني (Çeqelê Jêrin) وقد عرف منهم السيد “عزيز إيبش” كخلف وزعيم للعائلة وقد خلف الكثير من الأبناء عرف منهم “جعفر” كوكيل لمعامل عصر الزيتون في منطقة عفرين وريف حلب الشمالي عموماً وأيضاً هناك عائلة (عارف آغا أو عارفه حميد) من نفس الأرومة والعائلة والتي جاءت لتسكن هي الأخرى في جقلي تحتاني وذلك بعد مقتل كبير الأسرة في صراعات ونزاعات العائلة ويقال بأن (عارف آغا) أنتقم لمقتل والده، بأن قطع رجاله رأس من تسبب بتلك الفتنة داخل العائلة وقد خلف هو الآخر عدد كبير من الأولاد والأحفاد منهم؛ (فوزي وإحسان وعلي) وهم يمارسون حياتهم الريفية كمزارعين وأصحاب أملاك وكذلك لهم الكثير من الأبناء الذين يحملون شهادات جامعية.

_ آل كور أحمد (Mala kor Eĥmed):
ويعرفون حاليا بـ “آل مستكي” Mistikê، وهي عائلة حديثة العهد، يرجع بروز نجمها إلى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. من أهم رجالهـا “عـزت خليل” الذي انتخب نائبا عن ج .الكرد في البرلمان السوري إلى جانب فائق منان وأحمد جعفر عام 1954. ولايزال آل مستكي يقيمون في قرية بعدنلي. وارتبط اسم ولده خليل بالعمل السياسي الديمقراطي الكردي في ج.الكرد، وبفضل تلك العلاقة انتخب في عـام 1976 ممثلا لمنطقة عفرين في مجلس محافظة حلب.

_ عائلة (Çeqilme):
عائلة شيخانية عريقة، كانت ذات مكانة ونفوذ في القرن التاسـع عشـر، ومـن رجالها المعروفين حاليا جميل إيحو الذي سجن في عام 1971 مـع أكـراد سـوريين آخرين عدة أشهر في سجن “النهاية” في بغداد، وهم في طريقهم للقـاء قائـد الثـورة الكردية مصطفى البارزاني.

_ آل حه جو (Mala Heco):
وأخيراً فإنني سوف أضيف عائلة أخرى إلى مجموعة العائلات الشيخانية في المنطقة وهي (عائلة حه جو) والتي أنحدر منها، وربما يبدو أن في الإضافة هذه جزء من مسألة شخصية، إلا وفي حقيقة الأمر تعتبر هذه العائلة واحدة من العائلات الكبيرة والمعروفة في منطقة جقليات وتعود جذورها لجدنا الكبير (محمده حه جو) والذي كان يعتبر أحد مقتدري منطقته وله عدد من القطعان يرعاه عدد من شركائه وبعد تمدد العائلة إنقسمت إلى فرعين؛ أحدهما في جقلي وسطاني (Çeqelê Ortê) والآخر سكن في جقلي تحتاني (Çeqelê Jêrin) وقد تزعم رجالاتها مخترة القريتين إلى فترة قريبة وقد كان العم (رشويى حوسك) مختار جقلي تحتاني رجل يهابه الآخرين لجرأته وفصاحة اللسان وكان ولده الأكبر _العم عبدو_ فارساً معروفاً حيث كان يلتقط المنديل من على الأرض والفرس يعدو به بأقصى سرعته.. وللتنويه فإن الصورة المرفقة مع المقال هي لعمنا (رشو حوسك) مختار القرية.

أما بخصوص جغرافية مناطق العشيرة فيقول الدكتور (محمد عبدو علي) بأن (مناطق شيخان جبلية حراجية وعرة، لاتصلح كثيرا للزراعة. وشـيخان ج.الكـرد مسلمون سنة على المذهب الحنفي، ومشايخهم أصحاب كرامات، ومنهم شـيوخ قريـة “شيخ“، وبابليت، وهم على الطريقة الرفاعية. وعندما دخلت القوات الفرنسية مناطق شيخان في راجو، قام الشـيخان بمقاومتهـا وأطلقوا عليها النار في سهل باليا، بجوار بلدة راجـو الحاليـة، فلاحقهـم الفرنسـيون وأحرقوا عدداً من دورهم السكنية في قرية “عتمانلي“).
ويضيف (تعاطف أبناء شيخان مع حركة المريدين، وتحولت مناطق شـيخان فـي راجـو
وميدانيات إلى مركز للحركة، وجاء فوز “حسين عوني” زعيم شيخان فـي انتخابـات
1936 تتويجا لتلك العلاقة).

الهوامش:
1- Lêçe اسم يطلق على القسم الشمالي من سهل العمق، المحاذي لجبل الأكراد غربا. والاسم كردي من Lîç أو Lic، وتعني مجمع الماء الراكد أو ما شابهه، وهي أوصاف تنطبق على هذا السهل المنبسط الذي لا يرتفع عن سطح البحر سوى بضع عشرات الأمتار، وتأتيه مياه النهر الأسود وعين “باتمان“، وتتجمع فيه على شكل مستنقعات.

2- يقال إن “ره ش” آغا كان راعيا لدى آل Têwid، ولوحظ وجود الحليب في داره، فظنوه يسرقه من مواشيهم، فوضعوه تحت المراقبة، فشاهدوا قطيعا من الغزلان يرتاد الماء ويذهب الراعي “ره ش“، ويحلب الغزلان دون مقاومة منها، فانتشر الخبر بين الناس، واشتهر من حينها كصاحب بركات. دفن ره ش آغا في مدفن صخري بعد مماته، وعند استلام الكماليين السلطة في تركيا، قاموا بسد بوابة مدفن “ره ش آغا ” بالإسمنت لئلاا يتحول إلى مزار ومقام ديني.

3- الصورة المرفقة هي للعم (رشويى حوسك)؛ مختار قرية جقلي تحتاني حيث في خلفية الصورة تبدو القرية والصورة من أرشيف الصديق وإبن العم (خلوصي حسين)؛ حفيد العم (رشو حوسك).

مصادر البوست:
_ معلومات شخصية.
_ كتاب “جبل الكرد” للمؤلف (د.محمد عبدو علي).